سيّد البشرى
تَأبى المَواسِمُ أنْ تُطِلَّ وأنْ تَغيبَ بِلا وِفادَةْ
لابُدَّ مِن زَادِ الكَرامَةِ أنْ تُباركَهُ الزِّيادةْ
لابُدَّ مِنْ بَطَلٍ يَحوِلُهُ النَّشيدُ إلى شَهادةْ
لابُدَّ مِنْ أُسطورةٍ للمَجْدِ رَمزاً للرِّفادةْ
لابُدَّ مِنْ جَبَلِ الشُّموخِ وَقَدْ تَمَيَّزَ بِالفَرادةْ
جَبَلٌ تُعانِقهُ الرِّياحُ ولا تََهِزُّ لَهُ إِرادةْ
قادَ المَسيرةَ بِالكِفاحِ وَصَدَّ عُدوانَ الإِبادَةْ
وبَنى سَلامَ الحُبِّ لِلشُجْعانِ في زَمنِ الوِلادةْ
وأَضاءَ نُورَ الشَّمسِ في الأَقصى وَكَرَّسهُ عِبادةْ
والقُدسُ بابُ الله نَحو العَرشِ حوَّلها وسادةْ
أَعطى الهَويَّةَ بُعْدَ الاسْتقلالِ في ظِلِّ السِّيادةْ
يا سَيِّدَ البُشرى الذي شَقَّ الطَّريقَ بِلا هَوادةْْْ
حَطَّمتَ أَصنامَ الرُّكوعِ وَكُنتَ عِنوانَ الرِّيادةْ
وَتَركْتَ فينا وِحْدَةً حَولَ الثَّوابتِ والقِيادةْ
وجَمَعتَ بَينَ أَصابِعِ التَّاريخِ صُورَتَه المُعادةْ
شَعْبُ الجَبابِرةِ الأُباةِ لَهم زِمامُ النَّصرِ عَادةْ
ولَهُمْ طَريقُ الفَتحِ عِنوانُ الوُصولِ إِلى السَّعادةْ
هـذا انت يا ابا عمـار.. وهـذا انا الـذي عاش معك في عام غيابك كما عاش غيري اكثر من اي عام مضى. فالحاجة ام الشوق. وغياب الحاجة لا يلغي حاجة الشوق الذي يغرس الامل. فالوجود المكدس فيك نفسا وجسدا وعقلا وروحا لا يزال يتمسك بتلابيب حياتنا اليومية بكل تفرعاتها. فانت في مثواك قبل الاخير تحرس بوابة المقاطعة. بوابة الحصار ليظل الخط السياسي الذي استشهدت من اجله حارس حلمك الابدي في الوصول إلى مثواك الاخير في القدس الشريف. ويومها تكون كل الاحلام لشعبنا قد تحققت ويكون سلام الشجعان قد مزق كوابيس العدوان.
حين زفتك الملائكة في درب بساطه موشح بالتاريخ، يفضي إلى جنة الرضوان مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا. كان اخوانك في انتظارك على احر من الجمر. اكتمل نصابهم ليشكلوا أغلبية، أغلبية انتصار الشهادة على الموت، ولتكون روحك الوثابة وحيهم الهابط على كل فرد من ابناء شعبك. يعزز الصمود والعزيمة والصبر، ويؤكد ان الله مع الصابرين. وان الحق والصبر يزهقان باطل الغطرسة والعدوان.
ومع الشهداء اخوانك الذين سبقوك تستعرض شريط العقود الاربعة التي كانت المسيرة فيها سرج حصانك للوثوب بالشعب إلى الحرية والمجد والفخر وتحقيق اهدافه بالثورة حتى النصر.
ويبدأ استعراض حصاد الشهادة ويطل احمد موسى وقد فتح باب الشهادة في الثورة المعاصرة بإباء وعزة، راسما عيلبون على جدار التاريخ الخالد ويطل الشهيد القائد الرمز عبد الفتاح حمود الذي فتح بدمه باب الكرامة ومعركتها الخالدة.
والشهيد القائد الرمز ابو علي اياد والشهيد القائد الرمز ابو صبري اللذان فتحا بدمهما باب معركة الصمـود والوقوف في الممر الموحش تمهيدا لصحوة الامة تحت الشعار الخالد (نموت واقفين ولن نركع).
وفتح دم الشهيد القائد الرمز ابو يوسف النجار والشهيد القائد الرمز كمال عدوان والشهيد القائد الرمز كمال ناصر بوابة العمق القومي العربي الذي تجسد وفرض الانتصار في رمضان.
وفتح دم الشهيد القائد الرمز ماجد ابو شرار باب معركة الصمود البطولي في بيروت،
وفتح دم الشهيد القائد الرمز ابو الوليد باب معركة القرار الوطني المستقل،
وفتح دم الشهيد القائد الرمز ابو جهاد باب فلسطين على مصراعيه فيه بدأت الانتفاضة الكبرى وتأججت فكان أول الرصاص وأول الحجارة وبحروف من دمه كان إعلان الاستقلال.
وفتح دم الشهيد القائد الرمز ابو اياد والشهيد القائد الرمز ابو الهول. والمناضل ابو محمد بوابة سلام ينبع من حصاد العدوان الذي مهد إلى الرحيل باتجاه العودة إلى الوطن،
وفتح دم الشهيد ابو المنذر والشهيد ابو السعيد باب السلطة الوطنية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامـل والدائـم الذي تشكل فيه الشرعية الدولية باب الامل إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفتح دم الشهيد فيصل الحسيني بوابة القدس المباركة واستقر جسده في مثواه الاخير هناك، في الحرم القدسي الشريف مؤكدا لك ان صحة الحديث الشريف الذي تردده دائما حول الشهداء المرابطين ببيت المقدس واكناف بيت المقدس وان شهيدهم باربعين شهيد.
ونظرت حولك باحثا عن الاخوة الذين غابوا في ظل خيمة نضال الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية والذين استهدفهم العدوان بشكل مباشر. كان غسان كنفاني وقبضته تدق جدار الخزان وابو علي مصطفى وقد تجاوز عقبات الذات لمتطلبات الموضوع. والشيخ احمد ياسين يقبلون وخلفهم حشد من الشهداء من كافة القوى الوطنية والاسلامية ومن رموز الانتفاضة والمقاومة. ثابت ثابت وابو حميد وابو شنب والرنتيسي وحسن سلامة وفتحي الشقاقي ودلال المغربي وشادن الصالح ولينا النابلسي وفارس عودة ومحمد الدرة ولينا النابلسي. ويطول النظر لدرجة حسبت ان اهل الجنة كلهم من فلسطين. او ممن احبوا واخلصوا لفلسطين، يومها كانت هامة الفارس جمال عبد الناصر وطلعة الفارس كمال جنبلاط ترسمان لك العمق الاستراتيجي للوطن العربي الكبير فايقنت ان الوحدة الوطنية والوحدة العربية هي قضايا حتمية وان البلاء الذي اصيبت به الامة العربية والاسلامية انما هو امتحان للصبر والايمان واختبار من الباري عز وجل.
وادركت بدمك الزكي الطاهر ايها القائد الرمز والمؤسس الخالد الذي غطى الارض والسماء وطاف بالقارات الثلاث ادركت انك اعلنت عن موت يكرس الحياة وعن استشهاد هو الترياق لسموم الاحتلال وعن غياب يجسد الحضور. وعن عناد في الحق وقبض على الجمر حتى مطلع الفجر. فعليك رحمة الله وسلامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
صدق الله العظيم
موضوع: رثاء الشهيد ابو عمار _ والقاده في الفصائل الفلسطينيه 
الأربعاء مايو 21, 2008 12:09 pm
