حـــــــــب مـــــن طـــــــــــرف واحــــــــــــــد . . !

عرفـــــت الحــــب مــن أول نسمــــــة استنشقتهــــــــا فــي سمـــاء الدنيـــــا

أحببــــت الطفــــل الرضيـــــع والشيــــخ الكبيـــــر

أحببــــت الضعيـــف قبـــل القــوي ، والفقيــــر قبـــل الغنـــي

عطفـــت علـــى الحيــوان ، وشغفــت حبـــا ً بالبلابـــل والطيـــور

وأحببـــت الحـــــب نفســـه . . !

عشقـــت الموسيقــــى وطربـــت للغنـــاء . . هممــــت فــي الدنيــــا ، حلوهــــا

ومرهـــــا . .

رضيــــت بكـــل مــا فيهــــــا مــــن ألــــم وحرمــــان . . سعــــادة وشقــــــاء

حتـــى الجمـــــاد لــــم أكــــن لأحرمـــــه مــــن حبــــي ، فكـــــم كـــان يطــول

احتفاظــــي بــــه

وعندمـــــا يصبـــح باليــــا ً ، أحـــاول ترميمــــه بكــــل وسيلـــــة

أمــــا حيـــــن يميـــــــل قلبـــــي للتغييــــــــر ، أبحــــــث عمــــــن يحافــــــــظ

عليـــــه أكثــــــر منـــــــي

هـــــو ذا حبــــي منــــذ نعومـــــة أظــــافري

وهبتــــ لهــــــا لكـــــل شـــــيء وأي ٌ شــــيء .

كنـــــــت سعيـــــــد بعطائـــــــــي . . !

كًبـٌـــرتُ . . جمعــــت كـــــل ذاكـ الحــــب وقلبـــي وعقلـــي وأعطيتهـــــــا

إيــــــاه . . !

لـــــم يكـــــــن أملـــــي وقتئـــذ ، ســـــوى نظــــــرة حــــب ترضينــــــي ، لمســـــة

حنــــان تواسينــــي

واعترفــــــت بذلــــكـ . . !

فهيهـــــات هيهــــــــات

فـــي كــــل مــــرة تتهمنــــــي بالجنــــــون . . !

اعتــــــراف جــــرئ ، وإجابــــة صريحـــــة

تـــــــــرى . . أتحظــــــــى مجنـــــــون مثلـــــي ببصيــــــص مــــــن نـــــــور . . أو

لمحـــــة أمـــــــل . . ؟

أعـــــــــود لنفســـــــــي وأدركـ أننـــــــي حقــــــــا ً . . أنــــا ذاكـ . . . !

فلـــــو لـــــم أكـــــــن . . لمـــــا وهبــــــت كــــل مــــا أملـــــكـ قبـــــل أن

أعرفهــــــا .

تبـــــا ً لقلبــــــي . . إنــــه سبـــــــب أوجاعــــــي

رغــــــــــم صراعاتـــــــــه الدائمــــــــة مـــــع عقلـــــــي ، إلا وأجدهــ منتصــــر

لا يأبــــه لعـــــدو أو حبيــــــب فقـــطـ هــــو يقـــــــرر

إن أحبــــ .. صعــب أن يكـــــره

وإن ضاقـــ بشــــيء

لا يرتـــــاح . . ويرخـــــي العنـــــان لعقلــــــــي , كــي يفكـــــــر بدلا ً منـــــــــه

هـــاأنــــــذا أعانـــــي منـــــــه فـــــي دقاتــــــــه . . لا يتوانــــــى لحظـــــة عـــن

التحـــــدث والهمـــــــس

لقـــــد علــــــم بحبـــــــي المبتـــــــــور الناقــــــص ، ولا يـــــزال يصـــــر علــــــى

عنــــــاده .

حاولــــــــت الكتابـــــــــــــة عــــــــن حبــــــــــي . .

لكـــــــــن خوفــــــــي . . !

أن أرى الحقيقـــــــــة أمـــــام عينــــــــي . .

أقرؤهــــــا وأصدقهــــــــا .

هـــي فــي خاطـــــري وأحــــاول نسيانهــــــا . .

عشــــت ٌ الحلـــــــــم

واخترعـــــــت الخيـــــــال . . !

كنـــــــــت ٌ أبحـــــث عــــــن ثغــــــرة توصلنـــــــي إلــــــى قلـــــب مـــــن أحـــــــب

وفـــي كـــل مـــرة ٍ أرى الصـــــــدود . . والنكـــــران

فاتخــــــذت الدنيــــــا لهــــــا لونـــــا ً رماديــــــا ً

ليــــس فيـــــه الأبيـــــــــــض الناصــــــــع ، ولا يوجـــــــد الأســــــود الكاحـــــل

كـــــل شـــيء فيهــــا ســـــــراب . . !

تـــرى . . هـــــل هـــو ســــراب حقـــــا ً أم أنهــــــا الحقيقــــــــة ؟.

لا يهــــــم فكلاهمـــــــا ســـــــواء . . !

شعـــــــور بعـــــدم الاكتـــــراث يسيطـــــــر علـــــــي ّ. . يهيمـــــن علــى كيانـــــي .

فـــي الماضـــي . . كـــان يتملكنـــــي الغضــــب لنكــــران الجميـــــل

أتذمـــــــر لعــــــدم الإهتمــــــــام بمشاعــــــــر النـــــــاس والمحبيـــــــن

أمــــا الآن . . وبعـــد جهــــد جهيـــــد وبحـــــث مريــــــر ..

عـــدت وعــــاد حبـــــي

عـــدت وعــــاد أملـــــي

وامتــــلأ قلبــــــي بحـــــب آخـــــــــر ..

تربــــع ، ومــــلأ جوانبـــــه ، وكســـا محيطــــــه

حـــب ٌ .. غســــل فــــؤادي بمــــا فيـــه مـــن آلام ووحــــــدة ، وعقلــــي مــــن أوهــــام وفكـــرة

حـــب ٌ .. لا يعــــرف الخبــــث ولا الخــــــداع

لا يعــــــرف للمـــــــر طعمــــــا ً ولا للعلقـــــــم مرارة ً

حـــب ٌ .. قدســـــي ٌ عظيــــــــم

ألا وهــــــو حـــــب الله .

أعـــــــــود لذاتــــــــــي وأقــــــــول : أرضيـــــت يــا نفســــــــي ..؟

ويقـــــــول : نعــــــم رضيـــــت واكتفيــــــــت ، امتـــلأت وتشبعـــــــت

أحبــــــكـ ربـــي .. لا أريــــــد شيئـــــا ً ســـــــواكـ

ونفســــــي تصبــــــــو إلــــى لقيــــــاكـ

فالدنيـــــــــا عنــــــــدي كثــــــــوب بال ٍ

لا مانـــــــع أن يؤخــــذ منـــــــي ، شريـــــــط ألا ّ تتركنـــــي ... عـــاري ..!